الاثنين، 14 سبتمبر 2009

في رواق محكمة اللجُّون
















الصورة مع السيد نجيب الصادق المولود في قرية اللجون المهجرة في موقع بيت جدي المهدم في اللجون مع طاقم من التلفزيون الاسترالي والمحلي



اللجون 10-09-2009
لا تأخذ اللجون معنىً آخرا
غير الذي ترويه أحكام الإياب.
في الفجر صلينا لموسى آية ً
من سورة الغفرانْ وَجَهَّزْنَا الحِراب.
نأتي على بعض التعاليم القديمة
حول مسرى القافلة عند الصعود.
لاعدلَ في مِشْطِ الغريب استحضر
الكهلُ المحلى بالولادة ْ في رُبَاه.
والناس في صومهم يَسْتَجْوِبُون
الصبح عن سورةٍ في مُعجزة
يمشون في لهفة الإيمان
بالآيات والحقِّ والأرض الغنية.
والبيت في قرية اللجون
يقتاتُ القلوب التي لا تنضب.
هذا سلاحي المضيئُ المعركة ْ
ذكرىً لجدٍ وعهدٌ للوطن.
من ذا الذي ينسى تراب الجد
في ترتيل فجرٍ أو قُبَيْل الإبتهال.
نعتاد أن نصحو على آلام أمٍ
تبتكي بيتا تشظيه الرماح.
والطفل منا لا ينام الليل إلا
والبيوتُ النائية أحلامُ الرجوع.
في قاعة الجلاد يغفو الحارسُ
قاضيهِ بالتوراة يكوي المحكمة.
عدلٌ تُسَمَّى في تضاريس الجنونْ
عُليا على أملاكنا في أورشليم.
في رهبة القاضي الذي يرمي علينا
بندقية ْ ينجلي عدلُ الرصاصْ.
يعتدُّ بالأوراق والألوان والحبر
السماويِّ الذي يخفي الحقيقة.
لا حكمة التاريخ تسديه النصيحة
في ثناياها؛ ولا هولُ الرمادْ.
عيناه حتى تقضم التوراة في
زُوْرٍ يباري لعنة ً في ملحمة ْ
"لا"؛ قالت ِ التوراةُ ؛إن لم تهتدِ
بالوعد عجلٍ أحمرٍ؛ لا تقتربْ
لا تقترب لا تقترب؛ لجّونُ
تبقى للفلسطينيِّ بيتا من خِلَبْ
هل يقرأ ُ التلمودَ هذا الحاكمُ؟
ذا "مالكٌ" يبتاع "سارة ْ" بالأُخُوَّة.
من ذا الذي أعطى لداوود العُرُوشْ؟
ذاكَ الفلسطينيُّ "ماعوخُ" الكبير.
والمالُ إبراهيمَ أثري في "جَرارٍ "
عند الفلسطينيِّ آواه الجفاف.
والعَقْدُ أمسى بئر سبعٍ مأدبة
يحمي شرود الغير من ذعرِ الغريب
لا تعتدي ؛ أملاك أبنائي على
ميثاق إيوائي ذويك العابرين
بين القراءات الذليلة تنحني
جدواك يا قاضي الجريمةْ للسُدى
فاسمع إذا يا حضرة القاضي جواب
الطفل في درس اللغات المُهْمَلَة
تبقون سبعينا من الأعوام عند
المزبلة والعُهر يروي نهرَكم
مهما قتلتم من ورود الحقل في
سفح الجبلْ اشجارُ سهلٍ تنتصب
لا ترقب الأوراق في عين الغُرَابْ
ما لم يَقُلْهُ الحبرُ تَحكيهِ الصُقورْ
في تلَّة اللَجُّون كانت جدتي
تَسْتَلُّ قمح الخبز من أمر الإله
ماء الغدير المِسْكِ يَشفي حنطتي
من ألف داءٍ والروحُ منه تنتصر
فاحذر قرار الحكم يا قاضي الطغاةْ
كلُّ الجُناةِ العابرين استسلموا
إن لم تَفِقْ؛ أَقتادُ منك الصولجان
الآن في إتقان ِ سير المحكمة
رؤياك يوحنا تثير المعركة ْ
يأجوجُ يأتي عند لجون ِ الرؤى
والموتُ يختارُ اليهودَ الباسقين
الأوسمةْ كالرعد في فرن الردى
جدي يئن القلب تحت التربة
السمراء في هولٍ لمنع المذبحة
فاحذر خطاك القادمة يا أيها
الشيطانُ ؛ لا تبتاع سيف المقصلة
للأرض في لجون بيت العائلة
مليون قلبٍ يفتدي يوم الرجوع
هاذي ثرايا أم فحمٍ تلتزم
لا بد من أن نستعيد القرية
لا بد من ان نستعيد الموطن
لا بد من أن نستعيد الوطن

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

محمود درويش في مملكة الفراش





في الصور أشعار محمود درويش وصوره رسمت على بناية مدرسة البروة الابتدائية حيث تعلم فيها شاعرنا درويش حتى الصف الثالث قبل التهجيرة الفلسطينية

على اثر هذا الرسومات كتب محمود درويش قصيدة "طللية البروة" وقصيدة "على محطة قطار سقط عن الخريطة"


********************************

لمملكة الفراش القلبُ غادرنا
وأبقانا على وتر ٍ
نناجي وَرْدَ مقبرة
ونَحْصِى أَوْجُهَ القمر.

على حد الوريد رسمت فينا
شوكة الزَرَدِ ات
توخزنا لتُمْسِي رَنَّةَ اليَقَظَةْ
لملحمة الفلسطيني على وطنه.

وكنت الزهر في وطنِ العناقيد
التي عشقت عصافير الجليل الأبدية

ألم تُكفي شرايين المجاز
الواثقة زهرٌ دواءٌ
كالذي أورثنه الأشجار
في حكايا جَدَّةِ الكُتَّاب
والماسات في حِبْرِ المؤرخ

كنا كفرخ الطير نقتات
الحروف الوامضة
في لحن إنشاء القصيدة.
يمتطينا المكر في لون المجاز الأبجدي.

على وردةٍ يقفز ُ المعنى
وفيكَ الرحيقُ المُوَثِّقْ
يستضيف الفراشُ الندى في زهرةٍ
والجناحُ السماويُّ الأنيق
يستعيد المهابة
في جروح الحروف الجليلية

فكنت الفراشَ العناوين الإلهية
في جرح أبناء الفلسطينيين.

يا صاحب الحرف
الذي استدرج المعنى
على ألوان غُضِّ الفراش.
النايُ أَرْغَى حزننا بالندى
بين الهضاب الواقفة
في ظلال الأجنحة المستنزفة
من جراح الملحمة.

وكنت كمن تَبَارى
مع ورود شقائق النعمان
في سَبَق ٍ لتدليك التخثر في دم ِ المنفى.

ندى لقوافل المنفى سكبت حروفك الثكلى
على شجرٍ تهاوى ناحبا قمرا وآبار القرى
فغدت تداوي الجرح في فرح على زهر ٍ
يتوسم اللوز الجميل
لعودة ٍ للنجمة المتألقة
في بيت جدك قرب سور البروة

هنا على بكاء بلبل ٍ
يروض الفراش ضوءَ نجم بروة الجليل
ينسجُ الدواءَ للجراح
في جناح طفلة بكت
على قمر تناولته
من سماءنا ملائكة الأبجدية

تحيك العصافير عند المساء الخيام
انتظارا لراثيك
قرب البئار الأجاصية الأنحناء

هل استأذنت حرف النون
قبل النوم
تحت المقبض السحري
في أيدي الطبيب البابلي

ألم ننهكَ عن تقليم
شريان المواويل العروضية
ونسديك اللغات الأبجدية لاجتثاث الفج
من أهداب وهن الأنسجة

لماذا حملت القلب
من سهل جدكْ
بشوك الزَرَدْ
ولم تستطع أن تواريه من جنون الايقاع

ترسم الآياتَ عِطْرا
في دروس الطفلة
الملقاة في شمس الحواجز

أراك يمامة تعلو إلى وهج النجوم الوامقة
وتحمل حب قمح في فمك
وتراقب الأشجار حيث بظلها نامت قوافل نكبة
والموت ينتظر الطفولة
تجوب مدى البراري
والسماء تحاكم الماءَ الذي يتقاسمُ العطشى
فتطعمنا من القمح الذي عشق النشيد الملحمي
البروة – 20-8-2008