الجمعة، 28 أغسطس 2009

نعلين في غفوة القمر













تَجَعُدِات أَرض ِ نعلين المُنارة بالشجيرات
التي رَشَفَتْ دماء الطفل أحمدَ
عندما أثنى على حجر ٍ
تفاني في الحفاظ على الدماء الجارية بتدفق ٍ
من رأسه المتوادع الأزهار في دقائقه الأخيرة
استجمعت نظراتها خلف الجدار ترقب بحر يافا.
والمزارعُ يعتلي زيتونة ً ليُصَلِّ للروح التي
شهدت رصاصَ الجند يقترف الخنوع
المقترنْ برذائل الحمقى

والجدار الذي يشتهينا دما ً في إناءٍ من الغيبِ
يبتاعُ صكَّ الجنون الذي يحتمي بالجريمةْ
منَ العهدِ ذاكَ الذي لا يرى بين أيديه
إلاّ اندثار الصواري من المعركةْ
والهزيمة تُدَوِّي على هرطقاتِه ْ ولغوِ البنادق.

يأخذ الموت شابا تبارى
مع الأقحوان الربيعي واللوز والهندباء السخيّة
على من يُسَجّى شهيدا فداءَ التراب الذي
يرتوي بالتحدي وروح الشباب الذين استجابوا
لنعلين تستقدم المعركة.
فانظر الكبش اسحاق، أنّي أراك استياءَ القدرْ
واترك الوادِ, لا تخلع النَعْلَيْنَ،
نَعْلِيْنُ لن تنثني عند أنغامك الساقطة .

هذه الأرض ليست لمرضىً يلوكون برلين
في أغنيات المزامير حول الرماد
الذي يبصق الموت في أعين الأمهات
احتماءا منَ الآيةَ العالقة في حليب الطفولة
وأمر الطبيعة وكثبان رمل البوادي
وتصميم أهل نعلين في سيرها
نحو صبار وادٍ وزيتون سفحِ الجبلْ
والشجيرات عند الصخور المحلات بالطحلب الأرجواني
لصد الجند الذين استعانوا بروح الشياطين ِ
لقتل العناقيد في قلبنا.

ماذا تريدُ الأرضُ من حدْسِ المراعي
وعين صاحب اللوز المغنّي صوت معزاةٍ
تصلي للجريح المنتظر طعمَ الشهادة ؟

ماذا تريد الأرضُ غير الشاب يكوي
قلبه المسقوف بالعشق المُشذ َّى باللألئْ للصبايا
يَرهَنُ الحبَّ اشتراطا للدموع الواقفة بين
الجدارِ المنحني والزهرِ في بستان
جدّي خلفَ دبّاباتِ جند الطاغية

ماذا تريد الأرض يا ابن الواد
والزيتون ِ المنادي أهل نعلين التلاقي
في دفاعاتٍ عن ِ الينبوع
والأجداد ذكرىً تُشْعِلُ الأهواءَ للأرض ِ الزكية؟

تَمَتْرَسَ جندُ أعقاب الرذائل يأكلون الصمت
في غرفٍ من َ الأسمنت
تسرق من خيال المستعد لرحلة
الذود المبطّن ِ بالتمنّي للشهادةِ عن ْ زهور الحقل
رغبةَ أهلِ نعلين الدفاعِ عنِ الهواء الحرِّ
بالطُرُقِ التي تودي بروح مناضليها
لاختيار هجوم حرف الأبجديةِ والقتال اللا-عنيف.

على حِكَمِ البنادقْ يشتهي رُسُلُ الجنود الانضباط
فمن يواري الحقَّ لا يَتَحَلَّ بالأحلام والقِيَمِ العتيقة

كلما سرنا بلا عنفٍ تُداوينا الشجيرات ُ العنيدة بالزهور الواعدة
والجيشُ يهدينا علاجَ الغازِ والموتَ المنادي صولجان الآخرة.

هذه الأشجار تهدينا تعاليم التداوي بالحقيقة وانتصارات الطبيعة.
عندما يغفو القمر يستلُّ نجمٌ إبرةً صنّارةً يصطاد تشويه الطبيعة
والجدار المار في قلب الخليقة ينتهي في بحر بؤسٍ كالفريسة في في مراثي الخِواء.

خالد كساب محاميد
نعلين – 26-3-2009

ليست هناك تعليقات: