الأحد، 9 أغسطس 2009
الصديق عصام عبد ربه - في مخيم الدهيشة يلصق الألم الفلسطين على مدى الأرض
أرضُ الينابيع المَهذَّبة
خالد محاميد
اعتزازا بالصِديق عصام عبد ربه
مخيم الدهيشة, 18-07-2009
يا أرضُ لا تخذلي فيَّ الأملْ
ولا تبعدي عني ظلال الغيم
في درب كثبان الفيافي.
جُرحي على بيداء زحف الرمال
استنزفَ الآهات في غربتي.
انا العاشق الحرُّ الفلسطيني.
على نبض قلب الأرض
تُسرِي شراييني دمائي المُحَلاةِ بالعروبة.
ولا يفتديها غير عُرسي ببيتٍ لجدي.
عروسي وأنغامُ الزواج استحالت
في سجونٍ بليلِ المواويل الربيعية.
وحيدُ أباري ساعة الليل في فك السياج
الذي يشتد حول اكتمالي في طقوس الزفاف .
انا لا تستوي عندي رياحين البساتين
التي تقتات من غيث البراري في سفوح المستضيفينْ.
فإن لم تكن أمي مسَّدتها قرب الجبال العامرية
تفقد الأوتارُ من ألحانها نبضَ القلوب العاشقة,
والحزنُ حتى ينتشي من مقلتي الباكية.
يا أرض لا تبتاع ِ للاجئين العُذْرَ
في آلات تكفير ٍ عنِ الإجرام
في قارّاتكِ المستنيرة.
ما كان ظهرُ الخيل ِ يكفي لرفع ِ الدمع ِ
عن ظل الثكالى في فلسطين القليلة;
حين كنتِ السفينة ْ في
بحار الحرب تُنجي بقايا المَشْوَأَةْ,
حيث الرماد الفريد.
لم تُبق ِ, يا أرضُ, لي إلاَّ خيامَ المهزلة
حين اعتمدت الموازين الجنونية
لمقياس أصوات الصرير.
أنا يا أرض صهرٌ لنار الأنبياء.
فإن مالت تعاليم سِفر التكوين ِ.
وصار الخيال المشذّي بتختٍ
على درب منفى جَرَارٍ* يلوك الفضيحة;
فلا تعط يا أرض زادي
لأبناء مَلْهَى أبي مالك التوراتي.
أنا الأبنُ الوحيد البار لابراهيم الأوريِّ
في عِراق ِ العابرين.
وعيناك يا أرض لا يختفي سرٌ عن جفونها.
يا أرض ماذا ينبغي أن أغني
في منافي ليلِكِ الشَوكِيْ المُرْ.
ماذا عليَّ اليوم َ أن ابتكرْ
كي ترفعين الضيم عني
وعن نُطَفِ المخيم؟
كيف لي أن أثير المستحيلَ المنحني
ليُمسي ومضاً لجذر ٍ يرتوي من رضاب العاشقين.
يا أرض فيك النهر يُشفي سقيم الحرب
بالأمطارِ والزخرفة ْ في قبعات الجبال الرواسي والمدى.
والليل فيك استوظف الدورَ
الذي يحمي في رحاب الأنين المشتعلْ
نبضا لقلبٍ يباكي تلالَ الأوّلين.
يا أرض أنت الحُكْمُ والمحكمة
أنت البراهين السديدة.
وجِفْنُ الرأفة العليا.
لماذا إذا تُبقين قلبي نازفا ً
فيما الجنازات لم تجد قبرا لقتلى المذابح.
يا أرض ُ لا تُثني الرواسي عن ِ
الدور الذي يُمليه حُكمُ الأمومة
أن كنتُ يا أرض الشريدُ
الذي يحتلُّ جيشٌ قصرَهُ السرمدي الابتهاج.
والموت أضحى حارسا للخطى
في سير طفل ٍ جائع ٍ في المخيم.
كوني إذا يا أرض حضنا.
وكوني عندها أمّا.
وكوني لأبناء المخيمْ بوصلة ْ
في درب عودةٍ للينابيع المَهذَّبة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق